ركن سير الصحابة والتابعين









نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني -رحمه الله-





العلامة الشيخ


العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.









مولده ونشأته


* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.

* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.

* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.

* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.

* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.










تعلمه الحديث


توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :

على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه،
فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله)
و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.

كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق،
حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء،
أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره،
و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً،
و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.

كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ،
و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.

حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع،
فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة،
فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه،
هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق،
و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم،
العلامة بهجت البيطار،
الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا،
الشيخ توفيق البزرة،
وغيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).









نشاط الشيخ الألباني الدعوي


نشط الشيخ في دعوته من خلال:

أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:

- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.

- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.

- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.

- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.

- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.

- فقه السنه لسيد سابق.

ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.








صبره على الأذى ... و هجرته


في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.

لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.








أعماله وانجازاته


لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:

1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار -رحمه الله- مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي - رحمه الله- إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.

2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.

3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.

4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.

5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.

6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.

7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .

8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".

9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.

10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.

11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.

12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.

13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.







ثناء العلماء عليه


قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)

وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.


وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة،
و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.


العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

قول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".


وقال الشيخ مقبل الوادعي:

والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول () [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]








آخر وصية للعلامة المحدث


أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة

أولاً : وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.

وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.

وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...

و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.

سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..

وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.

راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.

(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).







وفاته


توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.

و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:

الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.

الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.

بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.



رحمه الله عليك شيخنا الجليل










أبو بكر الصديق .. أول الخلفاء


توفى النبى محمد بن عبد الله فى عام 632 ميلادى ، تاركا للمسلمين قواعد دين واضحة و كتاب الله القرآن، لكن قضية إدارة شؤون الأمة السياسية لم تكن واضحة ومتفقا عليها عند الجميع، لذلك فإن أول مشكلة كانت ستواجه المسلمين هى قضية الخلافة أو قيادة الأمة..

كان "أبو بكر الصديق" هو أول من آمن من الرجال, وأول المبشرين بالجنة وأول الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول, وكان ممن رافقوا النبى صل الله عليه وسلم منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له.

ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالى ثلاث سنوات. كان سيداً من سادة قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام فى الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملة إبراهيم.

وهو والد "عائشة" زوجة الرسول وسانده بكل ما يملك فى دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.

ويعرف بـ "أبى بكر الصديق" لأنه صدق محمداً فى قصة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدق النبى فى كل خبر يأتيه, وقد وردت التسمية فى آيات قرآنية وأحاديث نبوية. وكان يدعى بالعتيق والأوّاه.. وعن تسميته بـ "أبى بكر" قيل لحبه للجـِمال، وقيل لتبكيره فى كل شئ.

بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفى فى يوم الاثنين فى الثانى والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة.

حارب المرتدين عن دفع الزكاة.

جمع القرآن فى مصحف واحد حتى لا يضيع أو يشوبه التاويل والتحريف.

نشر الإسلام خارج حدود المدينة.

إنه أول من أسلم من الرجال, وأول من صدق الرسول فى دعوته, أول المبشرين بالجنة, ورفيق الرسول فى الهجرة, وأول الخلفاء الراشدين, وأول من أمر جمع القرآن.

إنه أبو بكر الصديق.


نسبه ومولده:


أبوه "أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان". ويلتقى فى نسبه مع النبى "محمد بن عبد الله" عند "مرة بن كعب"، وينسب إلى "تيم قريش"، فيقال: "التيمي".

أمه "أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان". وهى بنت عم أبيه، وتُكنَى "أم الخير". ولدته بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر؛ وقيل إنها كان لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : "اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لى", ويقال إن هذا سبب تسميته بالعتيق. يروى أن اسمه كان قبل الإسلام عبد الكعبة؛ وحين أسلم سماه النبى "عبد الله".. كانت أم الخير من أوائل النساء إسلاماً.


تجارة أبو بكر:


نشأ أبو بكر فى مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بزازاً - أى بائع ثياب - ونجح فى تجارته وحقق من الربح الكثير, وكان يشارك فى رحلتى الشتاء والصيف, وكان قد إشتهرت تجارته, كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب, وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم فى الجاهلية، وكان حنيفياً على ملة النبى إبراهيم. كان أبو بكر يعيش فى حى حيث يسكن التجار وحيث كان يسكن النبى قبل بعثته, ومن هنا تعرف بالنبى قبل البعثة بعام واحد, فنشأت بينهم الصداقة, حيث كانا متقاربين فى السن والأفكار والكثير من الصفات والطباع..

وفى إحدى رحلاته للشام وبعد أن أنهى رحلته وقبل أن يعود إلى مكة رأى رؤيا ملأت وقته بالتفكير والتأمل, حيث رآى "أن القمر قد غادر مكانه فى الأفق الأعلى, ونزل على مكة حيث تجزأ إلى قطع وأجزاء تفرقت على جميع منازل مكة وبيوتها, ثم تقاربت هذه الأجزاء مرة أخرى, وعاد القمر إلى كيانه وإستقر فى حجر (أبو بكر)", فسارع إلى أحد الرهبان الصالحين وقص عليه مارآه, فتهلل وجه الراهب الصالح وقال لـ (أبى بكر): "لقت أهلت أيامه"

وتساءل (أبو بكر): "من تعنى؟ النبى الذى ننتظر؟"

ويجيبه الراهب: "نعم وستؤمن به وستكون أسعد الناس به"

ويعود (أبو بكر) إلى مكة, وتصل إلى أذنية كلمات قريش التى تتردد بشأن (محمد) صل الله عليه وسلم.

ويقترب أحد الرجال من (أبى بكر) ويقول له: "أعلمت ما فعل صاحبك؟"

فيتساءل (أبو بكر) قائلاً: "وماذا فعل يا أخا العرب؟"

فحكى له الجل بأن محمداً قد صعد إلى جبل الصفا وهتف معلناً نبوته: "إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد"

فقال أبو بكر كلمته الخالدة وهو سعيداً بما حدث: "إن كان قائله فقد صدق"

فكان "أبو بكر" أول من أسلم من الرجال.


حياته بعد الإسلام:


وبعد أن أسلم "أبا بكر"، ساند النبى فى دعوته للإسلام مستغلاً مكانته فى قريش وحبهم له، فأسلم على يديه الكثير، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: "عثمان بن عفان"، و"الزبير بن العوَّام"، و"عبد الرحمن بن عوف"، و"سعد بن أبى وقاص"، و"طلحة بن عبيد الله".

كذلك فقد جاهد "أبا بكر" بماله فى سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم:"بلال بن رباح"، و"عامر بن فهيرة"، "وزِنِّيرة"، و"النَّهديَّة"، وابنتها، وجارية بنى مؤمّل، و"أم عُبيس".

من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبى فى حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبى وأنه سيصدقه فى كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق. بقى أبو بكر فى مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبى لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبى على الهجرة إلى يثرب, صحبه أبو بكر فى الهجرة النبوية.


حياته فى المدينة:


بعدما وصل الرسول وأبى بكر للمدينة، قام النبى بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، اخى بين أبى بكر وعمر بن الخطاب. عاش أبو بكر فى المدينة طوال فترة حياة النبى وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود فى غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبى فى معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء فى غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل على بن أبى طالب وقيل أبو بكر. تزوج من حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.


زوجاته وأولاده:


- تزوج "أبو بكر" فى الجاهلية (قتيلة بنت سعد) فولدت له "عبد الله" و"أسماء" . أما "عبد الله" فإنه شهد يوم الطائف مع النبى صل الله عليه وسلم وبقى إلى خلافة أبيه ومات فى خلافته وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر . وولد لـ "عبد الله" "اسماعيل" فمات ولا عقب له . وأما "أسماء" فهى ذات النطاقين و هى التى قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة فى الجراب التى صنعت لرسول الله صل الله عليه وسلم و"أبى بكر" عند قيامها بالهجرة وبذلك سميت (ذات النطاقين) وهى أكبر من "عائشة". وكانت أسماء أشجع نساء الإسلام وأثبتهن جأشا وأعظمهن تربية للولد على الشهامة وعزة النفس تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ثم طلقها فكانت مع ابنها "عبد الله بن الزبير" حتى قتل بمكة وعاشت مائة سنة حتى عميت وماتت.

وتزوج "أبو بكر" أيضا فى الجاهلية (أم رومان) فولدت له "عبد الرحمن" و"عائشة" زوجة رسول الله توفيت فى حياة رسول الله فى سنة ست من الهجرة فنزل رسول الله قبرها واستغفر لها وكانت حية وقت حديث الإفك.

وتزوج أبو بكر فى الإسلام (أسماء بنت عميس) وكانت قبله عند "جعفر بن أبى طالب". فلما قتل "جعفر" تزوجها "أبو بكر الصديق" فولدت له "محمد بن أبى بكر".

وتزوج أيضا فى الإسلام (حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبى زهير الخزرجى) فولدت له جارية سمتها "عائشة أم كلثوم" . تزوجها "طلحة بن عبيد الله" فولدت له "زكريا" و"عائشة" ثم قتل عنها فتزوجها "عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبى ربيعة المخزومى".


وفاة النبى وتولى "أبى بكر" الخلافة (11 هجرية):


لما إشتد المرض على رسول الله وجاء بلال يأذنه بالصلاة, قال الرسول صل الله عليه وسلم:( مروا أبا بكر فليصل بالناس)

فقالت "عائشة": (يارسول الله إن أبا بكر رجل أسيف, وإنه متى يقم مقامك لا يُسـِمع الناس فلو أمرت عـُمر)

فرد الرسول قائلاً: (مروا أبا بكر يصلى بالناس)

فطلبت "عائشة" من "حفصة" أن تردد عليه ما طلبته منه بأن يأمر "عمر" بالصلاة بالمسلمين, فلما طلبت حفصة من النبى صل الله عليه وسلم ذلك قال النبى صل الله عليه وسلم: (أنكم لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس).

لم يكن إختيار النبى صل الله عليه وسلم لـ "أبى بكر" لأنه أول من أسلم, ولا لأنه ثانى إثنين إذ هما بالغار, ولا لأنه أقرب الناس إلى قلب الرسول... ولكن قد يكون ذلك لأن الرسول كان أعرف الناس بطبيعة المرحلة القادمة التى ستمر بها الأمة الإسلامية بعد وفاته, وهو أقدر الناس معرفة بالرجال, ولعله رأى أن "أبا بكر" هو أقدر الناس على تحمل التبعة والقيام بتلك المهمة.

وفى بيعة "السقيفة" أجمع المسلون على خلافة "أبو بكر". وقال له "عمر بن الخطاب": (ألم يأمر النبى بأن تصلى أنت بالمسلمين, فأنت خليفته, ونحن نبايعك, فنبايع خير من أحب رسول الله منا جميعاً).

وفى اليوم التالى (الثلاثاء 13 من ربيع الأول) جلس أبو بكر على منبر المسجد وبايعه الناس البيعة الكبرى أو العامة, ثم خطب خطبة قصيرة أعلن فيها: (أما بعد .. أيها الناس .. فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم).


أبو بكر وبعثة أسامة إبن زيد:


كان الرسول صل الله عليه وسلم قد جهز جيش "أسامة بن زيد" وأمره بالتوجه إلى حدود الشام للأخذ بثأر الذين قتلوا فى غزوة مؤتة, وبينما كان المسلمون معترضون على إمارة "أسامة"، لأنه كان شابا فى السادسة عشر من عمره, فقد خرج رسول اللّه عاصبا رأسه فقال: (أيها الناس أنفذوا جيش أسامة) ورددها ثلاث مرات. وقال: (إن تطعنوا فى إمارته فقد كنتم تطعنون فى إمارة أبيه من قبله، وايم اللّه إنه كان خليقا للإمارة، وايم اللّه إنه لمن أحب الناس إلى من بعده).

وتوفى الرسول صل الله عليه وسلم وكان جيش "أسامة" معسكراً بالجُرْف على بعد ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام, فأجلت وفاة الرسول زحفه.

ثم إختلفت المسلمون بعد وفاة الرسول فى أمر إرسال جيش "أسامة" إلى فريقين:

فريقاً رأى أن إرسال جيش أسامة مخاطرة رهيبة فى الوقت الذى أصبحت فيه المدينة نفسها مهددة بغزو المرتدين.

وفريقاً آخر رأى أنه لابد من إرسال هذا الجيش مهما كانت الظروف ولا يجوز بأى حال من الأحوال حل عقدة عقدها رسول الله صل الله عليه وسلم, وكان يمثل هذا الفريق "أبا بكر" الذى قال: (والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله, ولو ان الطير تخطفتنا والسباع من حول المدينة .. ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش "أسامة" إلى وجهته).

فكان أول ما قام به "أبو بكر" بعد بيعته بالخلافة, أن جهز جيش "أسامة بن زيد" فقد كان إرسال الجيش بعد بيعة أبى بكر بيوم أى يوم الأربعاء 14 من ربيع الأول سنة 11 هـ.

وخرج "أبو بكر" حتى وصل إلى جيش "أسامة" وكان ماشياً و"أسامة" راكباً و"عبد الرحمن بن عوف" يقود دابة "أبى بكر" فقال له أسامة: (يا خليفة رسول اللّه، واللّه لتركبن أو لأنزلن). فقال "أبو بكر: (واللّه لا تنزل وواللّه لا أركب وما على أن أغبر قدمى فى سبيل اللّه ساعة. فإن للغازى بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له وترفع عنه سبعمائة خطيئة) ثم قال "أبا بكر": (إن رأيت أن تعيننى بعمر فافعل)، حيث كان "عمر بن الخطاب" فى جيش "أسامه" ومعنى ذلك أن "أبا بكر" يستأذن "أسامة" - قائد الجيش – فى أن يترك له "عمر" الذى كان فى الجيش فأذن له "أسامة".


وصية أبى بكر الجيش:


ثم أوصى "أبو بكر" جيش "أسامة" فقال:

(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها. وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم اللّه).

فوضع بذلك "أبو بكر" فى هذه الوصية دستوراً للحرب الهادفة وقانوناً للمعارك الشريفة.

وقال لـ "أسامة": (إصنع ما أمرك به نبى اللّه صل الله عليه وسلم. ابدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبِلَ ولا تقصرن من شئ من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا تعجلن لما خلفت عن عهده).

فسار "أسامة" وأوقع بقبائل من قضاعة التى ارتدت وغنم وعاد وكانت غيبته أربعين يوما سوى مقامه ومنقلبه راجعا من غير أن يفقد أحدا من رجاله. عاد الجيش بعد أربعين يوماً سالماً غانماً لينضم فى قتال المرتدين


معركة اليمامة وقتال المرتدين :


المرتدين:هم الذين عادوا لأديان الجاهلية ، والذين توقفوا عن الزكاة، وادعى بعضهم النبوة مثل مسيلمة الكذاب، فقد أرسل أبو بكر أحد عشر جيشا على رأسهم خير القادة مثل: خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص لقتالهم وأوصاهم بمراعاة آداب الحرب.

وفى معركة اليمامة – وهى الحرب التى دارت بين جيش المسلمين بقيادة "خالد بن الوليد" و"مسيلمة الكذاب" كان فى الجيش عدد كبير من حملة القرآن وحفظته إستشهد منهم نحو 70 صحابياً.

نجحت الجيوش فى مهمتها وعادت القبائل المرتدة للإسلام وعادت للجزيرة العربية وحدتها.


جمع القرآن :


أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر بجمع القرآن, لإستشهاد عدد كبير من حفظه القرآن فى حروب الردة, وحتى لا يضيع القرآن أو يصيبه التأويل والتحريف, فإتفق "أبو بكر" و"عمر" على جمع القرآن الكريم.

فأمر "أبو بكر" بجمع القرآن فى مصحف واحد وكلف كاتب وحى الرسول "زيد بن ثابت" بهذه المهمة، وظل "أبو بكر" و"عمر" يراجعان "زيداً" حتى تمت المهمة, وبهذا تم حفظ كتاب الله.


نشر الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية:


أرسل أبو بكر الجيوش الإسلامية لكل من العراق والشام لتخليصهما من ظلم الفرس والروم, ولنشر الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية وتامين حدود الدولة الإسلامية.

فأرسل الخليفة ابو بكر خمسة جيوش كالأتى-

- جيش العراق: أرسل "خالد بن الوليد" إليه ففتح أكثر من نصفه فى عدة شهور.

- جيوش الشام :

- "أبو عبيدة بن الجراح" لفتح حمص شمال بلاد الشام.

- "يزيد بن أبى سفيان" لفتح دمشق وسط بلاد الشام.

- "شرحبيل بن حسنة" لفتح الأردن.

- "عمرو بن العاص" لفتح القدس بفلسطين.


وصية أبى بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية):


قال:

(يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون).


معركة أجنادين 13 هـ:


كانت جيوش الشام بقيادة أبوعبيدة بن الجراح ثم أمرالصديق خالد بن الوليد بالتوجه لبلاد الشام وقيادة الجيوش الإسلامية.

نجح خالد فى الانتصار على الروم فى موقعة أجنادين 13 هـ .. لكن, فى تلك الأثناء توفى الخليفة أبو بكر الصديق عن عمر 63 عاماً فخلفه الفاروق عمر بن الخطاب.


مواقف فى وقت خلافته:


ومن سيرة ابن هشام نقرأ بأن عمر بن الخطاب كان يَرَى أبا بكر يخرج كل يوم من صلاة الفجر إلى ضاحية من ضواحى المدينة، فكان يتساءل فى نفسه إلى أين يخرج! ثم تَبِعَه مرة فإذا هو يدخل إلى خيمة منزوية، فلما خرج أبا بكر دخل عمر فإذا بالخيمة عجوزاً كسيرة عمياء معها طفلين، فقال لها عمر: يا أمة الله، من أنتِ ؟!

قالت: أنا عجوزاً كسيرة عمياء فى هذه الخيمة، مات أبونا ومعى بنات لا عائل لنا إلا الله –عز وجل- قال عمر: ومن هذا الشيخ الذى يأتينكم ؟ قالت: هذا شيخ لا أعرفه يأتى كل يوم فيكنس بيتنا ويصنع لنا فطورنا ويحلب لنا شياهنا! فبكى عمر وقال: أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر!


وصية أبو بكر ووفاته (13 هجرية):


حين مرض أبو بكر عاده الناس وسألوه أن يحضروا طبيباً فرد قائلاً: (لقد رآنى الطبيب وقال إنى فعالُ لم أريد).

وقبل موته عادت مشكلة الخلافة من جديد فما كان من "أبى بكر" إلا أن حلها بالوصية إلى "عمر بن الخطاب" الذى أصبح خليفة لـه, فدعا "عمر", وقال له:

(إنى مُستخلفك من بعدى, وموصيك بتقوى الله. إن لله عملاً بالليل لا يَقبله بالنهار, وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل, إنه لا تُـقبـَل نافلة حتى تؤدى الفريضة, فإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق فى الدنيا, وثقله عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً. وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل, وخفته عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل ان يكون خفيفاً!.

إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم, وتجاوز عن سيئاتهم.

فإذا ذكرتهم قلت: غن أخاف أن لا أكون من هؤلاء.

وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم. وذكر آية الرحمة مع آية العذاب, ليكون العبد راغباً راهباً, ولا يمنى على الله غير الحق, ولا يلقى بيده إلى التهلكة. فإذا حفظت وصيتى, فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك! وإن ضيعت وصيتى فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت, ولست بمعجز الله!)

وحين إشتد عليه المرض سأل من حوله: (أى يوم هذا؟) وحين علم أنه يوم الإثنين, تمنى ان يقبض روحه ليوافق نفس يوم وفاة النبى صلى الله عليه وسلم, ثم وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن وأن يكفنوه فى ثوبه القديم مع ثوبين آخرين, فقالوا: (نجعلها كلها جديدة) فقال: (إن الحى أحق بالجديد, وإنما هى للمهلة "فترة القبر").

توفى أبو بكر الصديق وعمره 63 عاماً فى توفى ليلة يوم الثلاثاء 21 جمادى الثانى عام 13 هجرية (22 أغسطس 634م) فى المدينة المنورة, فدفن فى حجرة عائشة - إلى جوار الرسول صل الله عليه وسلم, بعد أن أمضى فى الخلافة عاماين وثلاثة أشهر, وإرتجت المدينة كلها بالبكاء, ورثاه "على بن أبى طالب" قائلاً: (كنت كما قال عنك رسول الله صلى الله عليك وسلم ضعيفاً فى بدنك قوياً فى أمر الله. متواضعاً فى نفسك عظيما عند الله تعالى. إعتدل بك الدين وقوى بك الإيمان)
وبويع "عمر بن الخطاب" فى اليوم التالى لوفاة "أبو بكر الصديق".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:
كتاب: رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً مجلد تأليف. عبد الرحمن عميرة مكتبة الأسرة 2003
كتاب: أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين تأليف: محمد رضا كتاب إليكترونى
كتاب: العشرة المبشرون بالجنة تأليف: عبد اللطيف عاشور مكتبة القرآن.






حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء




هو حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .


الرباط الوثيق



كان حمزة رضي الله عنه يعرف عظمة ابن أخيه وكماله ، وكان

على بينة من حقيقة أمره ، وجوهر خصاله.

فهو لا يعرفه معرفة العم بابن أخيه فحسب ، بل معرفة الأخ بالأخ ،


والصديق بالصديق و ذلك لأنهما من جيل واحد، وسن متقاربة.

نشأ معا وتآخيا معا ، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة
.

ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق ، فأخذ حمزة رضي


الله عنه يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة ، وإفساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش..

في حين عكف محمد صلى الله عليه وسلم على إضواء روحه التي


انطلقت تنير له الطريق إلى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من


ضوضاء الحياة إلى التأمل العميق ، والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه
..

فان حمزة رضي الله عنه لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل ابن


أخيه التي كانت تحمل لصاحبها مكانا عليا في أفئدة الناس

كافة ، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم.


إسلام حمزة



خرج حمزة رضي الله عنه في صبيحة يوم وعند الكعبة فوجد نفرا

من أشراف قريش وسادتها فجلس معهم ، يستمع لما يقولون ، وكانوا


يتحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم ..

ولأول مرة رآهم حمزة رضي الله عنه يستحوذ عليهم القلق من دعوة


ابن أخيه ، وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد ، والغيظ والمرارة.

وضحك من أحاديثهم طويلا ، ورماهم بالمبالغة ، وسوء التقدير
..

ومضت الأيام ، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش


حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ثم تتحول همهمة قريش إلى تحرش ، وحمزة رضي الله عنه يرقب الموقف من بعيد
....

وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشف في يوم قريب


..
وجاء اليوم الموعود .. وخرج حمزة رضي الله عنه من داره ،


متوشحا قوسه ، ميمما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة ، ورياضته الأثيرة ، الصيد..

وقضى هناك بعض يومه ، ولما عاد من قنصه ، ذهب كعادته إلى


الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا إلى داره.

وقريبا من الكعبة ، لقيته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له
:

يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا ، من أبي الحكم


بن هشام ، وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره
.

واستمع حمزة رضي الله عنه جيدا لقولها ، ثم أطرق لحظة ، ثم مد


يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه.. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة

صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل
..

فإن هو لم يجده هناك ، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه


ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة ، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..

وفي هدوء رهيب ، تقدم حمزة رضي الله عنه من أبي جهل ، ثم استل


قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجه وأدماه ، وقبل أن يفيق

الجالسون من الدهشة ، صاح حمزة رضي الله عنه في أبي جهل :

(
أتشتم محمدا ، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟ ألا فرد ذلك علي إن استطعت
)

فأسلم حمزة رضي الله عنه ، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي


عليه صدره ، وترك الجمع الذاهل يجتر خيبة أمله ، وأبا جهل يلعق

دماءه النازفة من رأسه المشجوج ..

ومد حمزة رضي الله عنه يمينه مرة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق


كتفه ، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة ، وبأسه الشديد.


حمزة و الإسلام


عجب حمزة رضي الله عنه كيف يتسنى لإنسان أن يغادر دين آبائه

بهذه السهولة وهذه السرعة.. وندم على ما فعل .. ولكنه واصل رحلة

العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ إلى الغيب بكل إخلاصه وصدقه..

وعند الكعبة ، كان يستقبل السماء ضارعا ، مبتهلا، كي يهتدي إلى الحق


وإلى الطريق المستقيم قال رضي الله عنه وهو يروي بقية النبأ :

(
ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر


عظيم .. لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة .. وتضرعت إلى الله أن يشرح

صدري للحق .. ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا

وغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري

فدع الله أن يثبت قلبي على دينه
)

وهكذا أسلم حمزة رضي الله عنه إسلام اليقين
..

وأعز الله الإسلام بحمزة رضي الله عنه فوقف شامخا قويا يذود عن


رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن المستضعفين من أصحابه..

لقد نذر كل عافيته ، وبأسه ، وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله


عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله ، وأسد رسوله "

جهاده


أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة رضي الله عنه
..

وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين


كانت لحمزة رضي الله عنه ..

ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر ، كان أسد الله ورسوله رضي الله عنه هناك يصنع الأعاجيب
..

وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها


ورجع أبو سفيان مخلوع القلب ، مطأطئ الرأس وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها.

وما كانت قريش لتتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ، فراحت


تعد عدتها وتحشد بأسها ، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها ،

وصممت قريش على الحرب ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤامرة


جاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ، ومعها حلفاؤها

من قبائل العرب ، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.وكان زعماء قريش


يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين
:

الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمزة رضي الله عنه
.

ولقد اختاروا قبل الخروج ، الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة رضي الله


عنه ، وهو حبشي ، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة ، جعلوا كل

دوره في المعركة أن يتصيد حمزة رضي الله عنه ويصوب إليه ضربة قاتلة

من رمحه ، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر ، مهما يكن

مصير المعركة واتجاه القتال.

ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريته ، فقد كان الرجل واسمه وحشي


عبدا لجبير بن مطعم ، وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير
:

اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق
.

ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون
..

وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها ، وعمها ، وأخاها ، وابنها


وقيل لها أن حمزة رضي الله عنه هو الذي قتل بعض هؤلاء ، وأجهز على البعض الآخر..

كانت المؤامرة و الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم
..


استشهاد أسد الله



جاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وتوسط حمزة رضي الله


عنه أرض الموت والقتال ، مرتديا لباس الحرب ، وعلى صدره

ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال ..

وراح يصول ويجول ، لا يريد رأسا إلا قطعه بسيفه ، ومضى يضرب


في المشركين ، وكأن المنايا طوع أمره ، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.

وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم ، وحتى أخذت


فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ، ولولا أن ترك الرماة مكانهم

فوق الجبل ، ونزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم

لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت

غزوة أحد مقبرة لقريش كلها ، رجالها ، ونسائها بل وخيلها وإبلها
.

لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، واعملوا فيهم


سيوفهم الظامئة ، وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون

سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه ورأى حمزة رضي الله عنه ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..

وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، ووحشي هناك


يراقبه ، ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. ويصف وحشي المشهد بكلماته :

(
كنت رجلا حبشيا ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها


شيئا .. فلما التقى الأنس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته


في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهد الناس بسيفه هدا .. ما


يقف امامه شيء .. فوالله اني لأتهيأ له أريده .. وأستتر منه بشجرة


لأقتحمه أو ليدنو مني .. إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى
.

عندئذ هززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته


حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على أمره ثم


مات .. وأتيته فأخذت حربتي .. ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه


إذ لم يكن لي فيه حاجة .. فقد قتلته لأعتق .. فان كنت قد قتلت بحربتي

هذه خير الناس وهو حمزة .. فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شر الناس مسيلمة )

هكذا سقط أسد الله ورسوله شهيدا مجيدا.. وكما كانت حياته مدوية


كانت موتته مدوية كذلك.. فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. فقد أمرت هند بنت

عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. وعندما

عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه .. ويتلقى منها قرطها وقلائدها


بيسراه .. مكافأة له على انجاز مهمته.. ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة

راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها.


حزن النبي



انتهت المعركة ، وامتطى المشركون ابلهم ، وساقوا خيلهم قافلين الى

مكة ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها ..

وهناك في بطن الوادي وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله


أنفسهم .. وقف فجأة .. ونظر فوجم .. وضغط على أسنانه.. وأسبل جفنيه..

فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة


فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد

حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وسيد الشهداء..

وفتح الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه التي تألق بريقهما كومض


القدر وقال وعيناه على جثمان عمه :

"
لن أصاب بمثلك أبدا .. وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من موقفي هذا
"

ثم التفت صلى الله عليه وسلم الى أصحابه وقال
:

"
لولا أن تحزن صفية ويكون سنه من بعدي ، لتركته حتى يكون في


بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن

من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم "

فصاح أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
:

(
والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم ، مثلة لم يمثلها أحد من العرب
)

ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من


مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..

وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف


حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة :

((
وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين
*

واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون
*

إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
))

وكان نزول هذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة رضي الله عنه الذي وقع أجره على الله
..

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب ، فهو لم يكن


عمه الحبيب فحسب .. بل كان أخاه من الرضاعة.. وتَربه في الطفولة وصديق العمر كله
..

وفي لحظات الوداع هذه ، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية


يودعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا..

وهكذا حمل جثمان حمزة رضي الله عنه إلى مكان الصلاة على أرض


المعركة التي شهدت بلاءه ، واحتضنت دماءه ، فصلى عليه الرسول


صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم جيء بشهيد آخر ، فصلى عليه الرسول

صلى الله عليه وسلم ثم رفع وترك حمزة رضي الله عنه مكانه ، وجيء

بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة رضي الله عنه وصلى عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم
..

وهكذا جيء بالشهداء.. شهيد بعد شهيد .. والرسول صلى الله عليه وسلم


يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة رضي الله عنه معه حتى صلى على عمه يومئذ سبعين صلاة ..


البكاء على حمزة



انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من المعركة إلى بيته ، فسمع


في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن ، فقال صلى الله عليه

وسلم من فرط حنانه وحبه :

"
لكن حمزة لا بواكي له
"

ويسمعها سعد بن معاذ رضي الله عنه فيظن أن الرسول صلى الله عليه


وسلم يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه ، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل

ويأمرهن أن يبكين حمزة رضي الله عنه فيفعلن

ولا يكاد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن ، ويقول
:

"
ما إلى هذا قصدت ، ارجعن يرحمكن الله ، فلا بكاء بعد اليوم
"


أجمل عزاء للنبي



لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة رضي

الله عنه فادحا ، وكان العزاء فيه مهمة صعبة ، بيد أن الأقدر كانت تدخر


لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.

ففي طريقه من أحد الى داره مر صلى الله عليه وسلم بسيدة من بني دينار


استشهد في المعركة أبوها وزوجها ، وأخوها..

وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن


أنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج .. والأب .. والأخ..

وإذا بها تسألهم في لهفة : وماذا فعل رسول الله ؟؟


قالوا : خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين ..

قالت : أرونيه ، حتى أنظر إليه
..

ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما رأته


أقبلت نحوه تقول :

(
كل مصيبة بعدك ، أمرها يهون
)

لقد كان هذا أجمل عزاء ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم


لهذا المشهد الفذ الفريد ، فليس في دنيا البذل ، والولاء ، والفداء لهذا نظير..

لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم


صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء.. في أسد الله وسيد الشهداء..
منقول من كتاب السيرة العطرة







عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين; فكان الصحابة ينادون أبو بكر بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فاتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين، ولقد كان من أصحاب الرسول وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. وأول من عمل بالتقويم الهجري. وفي عهده فتحت العراق ومصر وليبيا والشام وفلسطين وصارت القدس تحت ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين وفي عهده قضى على أكبر قوتين عظمى في زمانهِ دولة الروم ودولة الفرس مع أنه القائد الزاهد الذي ينام تحت الشجرة ويطبخ للفقيرة أم اليتامى وينفخ لها حتى تطعم صغارها.


نسبه


أبوه: الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد بن عبد الله رسول الإسلام.

أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عم أم المؤمنين أم سلمة وسيف الله خالد بن الوليد وعدو الله أبو جهل لحاً. يجتمع نسبها مع النبي محمد في كلاب بن مرة.
لقبه الفاروق وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه أظهر الإسلام في مكة والناس يخفونه ففرق الله به بين الكفر والإيمان. وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا


مولده وصفته



ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

مظهره وشكله كما يروى:

أبيض تعلوه حمرة، حسن الخدين ،أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل.

أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى الطبراني في المعجم الكبير ج 1 ص 65: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ. اهـ
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي وكان قوياً شجاعاً ذا هيبة.

قيل أنه صار أسمراً في عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.


نشأته


نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. عمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها التجارة، وأصبح يشتغل بالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياء مكة، ورحل صيفاً إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، واشتهر بالعدل





أسرته وزوجاتـه


جده نفيل بن عبد العزى ممن تتحاكم إليه قريش والدته حنتمة بنت هاشم بن المغيرة تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا. تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون، فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة، وتزوج مليكة بنت جرول، فولدت له عبيد الله إلا أنه طلقها فتزوجت من بعده أبو الجهم بن حذيفة. كما تزوج من قريبة بنت أبي أمية المخزومي، ثم تركها لتتزوج من بعده عبد الرحمن ابن أبي بكر. وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام أرملة عكرمة بن أبي جهل فولدت له فاطمة واختلفت الأقوال في طلاقه لها. وتزوج من جميلة بنت عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح من الأوس. وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، زوجته عبد الله بن أبي بكر من قبله، والتي تزوجت من الزبير بن العوام بعد اغتيال عمر. وكان قد تقدم لخطبة أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق وهي صغيرة فرفضته، ثم تزوج من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب فولدت له زيدا ورقية. وتزوج امرأة من اليمن يقال لها لهية فولدت له عبد الرحمن الأصغر


إسلامه


أسلم عمر في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة وهو ابن سبع وعشرين. وذلك بعد إسلام حمزة بثلاث أيام. وكان ترتيبه الأربعين في الإسلام. وكان النَّبيُّ قال: "اللَّهُمَّ أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام



الهجرة إلى المدينة

لم يهاجر أحد من المسلمين إلى المدينة علانية إلا عمر بن الخطاب، حيث لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهما وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى المقام فصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: "شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". فلم يتبع أحد منهم إلا قوم مستضعفين أرشدهم وعلمهم ومضى
و وصل عمر المدينة ومعه ما يقارب العشرين شخصا من أهله وقومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله أولاد سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنته حفصه، و ابن عمه سعيد بن زيد (أحد المبشرين بالجنة). ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر. وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أبي مكتوم وبلال وسعد وعمار بن ياسر.

وفي "المدينة" آخى النبي بينه وقيل عويم بن ساعدة وقيل عتبان بن مالك وقيل: معاذ بن عفراء. وقال بعض العلماء أنه لا تناقض في ذلك لاحتمال أن يكون الرسول قد أخى بينه وبينهم في أوقات متعددة إلا أن هناك أقوال تشكل على الخليفة عمر بن الخطاب منها كونه به غلظة وشدة يقول أهل السنة أنها في الحق.
وقد ورد في طبقات ابن سعد في المجلد الثالث الصفحة 251 الطبعة الأولى تحقيق الدكتور علي محمد عمر في باب هجرة عمر بأن عمر بن الخطاب تواعد سرا مع عياش ابن أبي ربيعة عند إضاءة بني غفار.. ولم يخرج عمر علانية


قتاله مع المسلمين

ثبت أن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي محمد ففي غزوة بدر كان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما استشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر، فأحسن الكلام ودعا إلى قتال المشركين. وقد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد أن غابت الشمس


خلافته


لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.

وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول وهو عنهم راضٍ بغض النظر عن اختلاف المؤرخين لصحة تبشرهم بالجنة. وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذي يختاره للخلافة من بعده؟ إن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار، إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأي، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزماً وزهداً وورعاً. إنه عبقري موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وعمر بن هشام" [الطبراني]، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟ ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق باستشارة أولى الرأي من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.

و تعتقد طائفة من الشيعة أن الخلافة أخذت عنوة من علي بن أبي طالب الذي وصى به رسول الله , وهو ماينكره أهل السنة والجماعة وبعض الشيعة خاصة العلمانيين أمثال علي الوردي الذي وصف علي وعمر بأنهم من حزب واحد وهو الحزب المحمدي وجاء هذا في كتاب مهزلة العقل البشري، ويشترك معه حسن العلوي في هذا الرأي، وتحدث المرجع الديني الشيعي محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها عن بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر وقال إن علي بن أبي طالب قد بايع وسالم.


تسميته بأمير المؤمنين

لما توفي النبي وأستخلف أبو بكر وكان يقال له من بعض مقربيه خليفة رسول الله. فلما توفي أبو بكر بعد أن وصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب قيل لعمر خليفة خليفة رسول الله. فأعترض عمر على ذلك قائلاً: فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء. فقال بعض أصحاب رسول الله نحن المؤمنون وعمر أميرنا. فدُعي عمر أمير المؤمنين.
وإذا أردنا زيادة التحقيق والتدقيق قلنا إنه ليس أول خليفة سُمي بذلك "أمير المؤمنين" لأن هذه التسمية ليست بجديدة فإن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة

ويعتقد الشيعة بأن علي بن أبي طالب هو الوحيد الذي يصح تلقيبه بأمير المؤمنين.


إنجازاته الإدارية والحضارية


وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان. وبنيت في عهده البصرة والكوفة وقد سمى الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام ويقول حسن العلوي أن عمر هو مؤسس حضارة رافدية مثله مثل سرجون الأكدي وحمورابي ونبوخذنصر . وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية

مماته


عاش عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله (وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر--، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة.
واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر محمد رسول الإسلام. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له بأنه أبو لؤلؤة المجوسي فقال (الحمد لله إذ لم يقتلني رجل سجد لله). ودفن في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى جوار النبي وأبي بكر وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر






من هم الصحابة ؟؟؟؟


الصحابة هم : أصحاب النبي محمد صلي الله عليه وسلم الذين صاحبوه و جالسوه و سمعوا منه و أخذوا عنه هدى الإسلام و سنته فنصروه و عزروه و جاهدوا معه بأموالهم و أنفسهم فى سبيل الله عز وجل .

اذكر تعريف العلماء للصحابة ؟
الصحابي : هو من اجتمع بالنبي صلي الله عليه وسلم مؤمنا و مات على الإسلام و إن لم تطل صحبته له و إن لم يرو عنه شيئا …** فتح المغيث للسخاوى / الباعث الحثيث لابن كثير **


متى يعرف كونه صحابيا ؟
الصحابي يعرف كونه صحابيا بالتواتر أو الاستفاضة او الشهرة أو بإخبار بعض الصحابة أو بعض ثقات التابعين أو بإخباره عن نفسه بأنه صحابي و كانت دعواه ممكنة …

كم عدد صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ؟
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة لكن هناك أقوال لأهل العلم يستفاد منها أنهم يزيدون على مائة ألف صحابي و أشهر هذه الأقوال قول لأبي زرعة الرازى : ” توفى رسول الله صلي الله عليه وسلم و من رآه و سمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل و امرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية . ** الإصابة في تمييز الصحابة **


من هم الخلفاء الراشدون و من الذين يلونهم في الافضلية ؟
هم :
1- أبو بكر الصديق رضى الله عنه .
2- عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
3- عثمان بن عفان رضى الله عنه .
4- على بن أبي طالب رضى الله عنه .
و يليهم في الأفضلية باقى العشرة المشهود لهم بالجنة :5- طلحة بن عبيد رضى الله عنه .
6- الزبير بن العوام رضى الله عنه .
7- عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه .
8- سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه .
9- سعيد بن زيد رضى الله عنه .
10- أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه .
فأهل بدر - ثم أهل الشجرة …….


من هم العبادلة الأربعة ؟
المراد بالعبادلة من أسمهم عبد الله من الصحابة و يبلغ عددهم نحو ثلاثمائة صحابي و لكن المراد بهم هنا أربعة من الصحابة كل منهم اسمه عبد الله و هم :
1- عبد الله بن الزبير رضى الله عنه .
2- عبد الله بن عباس رضى الله عنه .
3- عبد الله بن عمر رضى الله عنه .
4- عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه .


اذكرنظم العلامة الرمنتى لهؤلاء الربعة ؟
أن العبادلة الخيار أربعة مناهج العلم في الإسلام للناس ابن الزبير و ابن العاص و ابن ابي حفص الخليفة و الحبر ابن عباس .


لماذا تميز هؤلاء الأربعة عن بقية علماء الصحابة ؟
الميزة لهؤلاء أنهم من علماء الصحابة الذين تأخرت وفاتهم حتى احتيج إلى علمهم فكانت لهم هذه المزية و الشهرة فإذا اجتمعوا على شئ من الفتوى قيل : هذا قول العبادلة .


من أكثر الصحابة رواية لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
أكثرهم حديثا : هم السبعة الذين رووا عن النبي صلي الله عليه وسلم أكثر من ألف حديث :
1- أبو هريرة رضى الله عنه روى ” 5374 ” حديثا .
2- عبد الله بن عمر رضى الله عنه روى ” 2630 ” حديثا .
3- أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها روت ” 2210 ” حديثا .
4- عبد الله بن عباس رضى الله عنه روى ” 1660 ” حديثا .
5- جابر بن عبد الله رضى الله عنه روى ” 1540 ” حديثا .
6- أنس بن مالك رضى الله عنه روى ” 2286 ” حديثا .
7- أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه روى ” 1170 ” حديثا .


اذكر نظم العلامة الجمال بن ظهير لهؤلاء السبعة ؟
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا من الحديث عن المختار خير مضر
أبو هريرة ، سعد ، جابر ، أنس صديقة ، و ابن عباس ، كذا ابن عمر


من أكثر الصحابة فتوى على الإطلاق ؟
1- عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
2- على بن أبي طالب رضى الله عنه . 3- عبد الله بن مسعود رضى الله عنه . 4- عبد الله بن عمر رضى الله عنه . 5- عبد الله بن عباس رضى الله عنه . 6- زيد بن ثابت رضى الله عنه . 7- عائشة رضى الله عنها . من يلي هؤلاء السبعة فى الفتيا ؟ يليهم عشرون و هم : 1- ابو بكر الصديق رضى الله عنه . 2- عثمان بن عفان رضى الله عنه . 3- أبو موسي الاشعرى رضى الله عنه . 4- معاذ بن جبل رضى الله عنه . 5- سعد بن ابي وقاص رضى الله عنه . 6- أبو هريرة رضى الله عنه . 7- أنس بن مالك رضى الله عنه . 8- عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه . 9- سلمان الفارسي رضى الله عنه . 10- جابر بن عبد الله رضى الله عنه . 11- أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه . 12- طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه . 13- الزبير بن العوام رضى الله عنه . 14- عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه . 15- عمران بن حصين رضى الله عنه . 16- أبو بكرة رضى الله عنه . 17- عبادة بن الصامت رضى الله عنه . 18- معاوية بن ابي سفيان رضى الله عنه . 19- عبد الله بن الزبير رضى الله عنه . 20 - أم سلمة رضى الله عنها .
 
 
 
 

أوائل الصحابة


من الأول من الصحابة



  1. إسلاما من الرجال الأحرار ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه
  2. إسلاما من الصبيان ؟ علي بن أبي طالب رضى الله عنه
  3. إسلاما من الموالى ؟ زيد بن حارثة رضى الله عنه
  4. إسلاما من العبيد ؟ بلال بن رباح رضى الله عنه
  5. أمير سرية بعثها النبي صلي الله عليه وسلم ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه
  6. صاحب أول لواء لأول غزوة ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه
  7. قتل أول مشرك في غزوة بدر ؟ حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه
  8. قسم المغنم و أعطى الخمس في الإسلام ؟ عبد الله بن جحش رضى الله عنه
  9. أمير للمؤمنين في الإسلام ؟ عبد الله بن جحش رضى الله عنه
  10. لقب بأمير للمؤمنين من الخلفاء ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  11. هاجر من المسلمين إلى الحبشة ؟ عبد الله بن عبد الأسد ” أبو سلمة ” رضى الله عنه
  12. جمع الناس على صلاة التراويح ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  13. لقب بأمير الأمراء من الصحابة ؟ أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه
  14. ضحك الله إليه من الصحابة ؟ سعد بن معاذ رضى الله عنه
  15. جهر بالقرآن الكريم من الصحابة ؟ عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
  16. مسلم على وجه الأرض دخل مكة ملبيا ؟ ثمامة بن أثال رضى الله عنه
  17. دفن بالبقيع من الصحابة ؟ عثمان بن مظعون رضى الله عنه
  18. ألقى تحية الإسلام على النبي لصى الله عليه وسلم ؟ أبو ذر الغفارى رضى الله عنه
  19. كتب بسم الله الرحمن الرحيم ؟ خالد بن سعيد بن العاص رضى الله عنه
  20. وضع التاريخ الهجرى ؟عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  21. شهيد في الإسلام ؟ الحارث بن هالة رضى الله عنه
  22. شهيد في موقعة أحد ؟ زرعة بن عامر الأسلمي رضى الله عنه
  23. شهيد من الأنصار ؟ عمير بن الحمام رضى الله عنه
  24. ولد من بنى هاشم يولد في جوف الكعبة ؟ علي بن أبي طالب رضى الله عنه
  25. قائد حرب عصابات ؟ أبو بصير الثقفى رضى الله عنه
  26. خطيب في الإسلام ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه
  27. أمير على الكوفة بعد إنشائها ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
  28. أمير على أذربيجان ؟ حذيفة بن اليمان رضى الله عنه
  29. استشهد من المسلمين يوم بدر ؟ مهجع مولى عمر رضى الله عنه
  30. مصر الأمصار في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  31. عس في الليل لمراقبة أحوال الناس ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  32. عين القضاة في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  33. أقام سبل الماء و الزاد للمسافر بين مكة والمدينة ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  34. دون الدواوين في الإسلام ؟ عمر بن الخطاب رضى الله عنه
  35. اتخذ صاحب شرطة من الخلفاء ؟عثمان بن عفان رضى الله عنه
  36. اتخذ في الإسلام دارا للقضاء ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه
  37. بايع بيعة الرضوان ؟ سنان بن سنان الأسدى رضى الله عنه
  38. أسلم من بنى خطمة ؟ الحارث بن عدى رضى الله عنه
  39. أنصارى من الخزرج بايع الصديق بالخلافة ؟ بشير بن سعد رضى الله عنه
  40. أعرابي تولى قيادة سرية النبي صلي الله عليه وسلم ؟ عيينة بن حصن الفزارى رضى الله عنه
  41. مسلم هاجم الإمبراطورية الفارسية فى عقر دارها ؟ المثنى بن حارثة رضى الله عنه
  42. بايع النبي صلي الله عليه وسلم ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه
  43. ضرب على يد رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه
  44. أوصى بثلث ماله ؟ بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه
  45. استقبل القبلة ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه
  46. أسلم من الأنصار فى قول ابن إسحاق ؟ عقبة بن وهبرضى الله عنه
  47. غسل مقعدته بالماء ؟ عويم بن سعادة رضى الله عنه
  48. أسهم النبي صلي الله عليه وسلم لورثته من غنائم العدو ؟ خلاد بن سويد رضى الله عنه
  49. سمى محمدا فى الإسلام ؟ محمد بن حاطب الجمحى رضى الله عنه
  50. شهيد فى موقعة نهاوند ؟ النعمان بن مقرن المزنىرضى الله عنه
  51. أمير للحجاج في الإسلام ؟ أبو بكر الصديق رضى الله عنه
  52. رمى بسهم في سبيل الله ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
  53. سل سيفا في سبيل الله ؟ الزبير بن العوام رضى الله عنه
  54. عدا به فرسه في سبيل الله ؟ المقداد بن عمرو الكندى رضى الله عنه
  55. سن الركعتين عند القتل ؟ خبيب بن عدى رضى الله عنه
  56. هاجر إلى المدينة ؟ عبد الله بن عبد الأسد رضى الله عنه
  57. صاحب أول دار للدعوة في الإسلام ؟ الأرقم بن أبي الأرقم رضى الله عنه
  58. مولود دخل في جوفه ريق النبي صلي الله عليه وسلم ؟ عبد الله بن الزبير رضى الله عنه
  59. قاتل على ظهر فرسه في سبيل الله تعالى ؟ المقداد بن عمرو رضى الله عنه
  60. بايع النبي صلي الله عليه وسلم ببيعة العقبة الثانية ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه
  61. مولود فى دار الهجرة ؟ عبد الله بن الزبير رضى الله عنه
  62. جرح فى موقعة اليمامة ثم مات شهيدا ؟ أبو عقيل عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة رضى الله عنه
  63. مات بعد الهجرة ؟ أسعد بن زرارة رضى الله عنه
  64. مات من النقباء ؟ البراء بن معرور رضى الله عنه
  65. صلي عليه النبي صلي الله عليه وسلم صلاة الجنازة ؟ أسعد بن زرارة رضى الله عنه
  66. عقر فى الإسلام ؟ جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه ( عقر : أى عقر فرسه خوفا عليها أن يغنمها المشركون )
  67. أهل الحجاز قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم بصدقة قومه ؟ جمرة بن نعمان العذرى رضى الله عنه
  68. ظاهر في الإسلام ؟ أوس بن الصامت رضى الله عنه
  69. أراق دما في الإسلام ؟ سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
  70. كتب للنبي صلي الله عليه وسلم ؟ أبي بن كعب رضى الله عنه
  71. كتب فى آخر الكتاب ” وكتب فلان بن فلان ” ؟ أبي بن كعب رضى الله عنه
  72. مولود في الإسلام من النصار ؟ النعمان بن بشيررضى الله عنه
  73. خارج إلى الغزو و آخر قافل ؟ عبد الله بن رواحةرضى الله عنه
  74. قام بتوسعة المسجد النبوى ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه
  75. أسرج فى المساجد ؟ تميم الدارى رضى الله عنه
  76. بايع النبي صلي الله عليه وسلم في دار الرقم ؟
    1- عاقل بن البكير رضى الله عنه 2- عامر بن البكير رضى الله عنه 3- إياس بن البكير رضى الله عنه 4- خالد بن البكيررضى الله عنه
  77. هاجم بلاد السند ؟ عثمان بن أبي العاص الثقفى رضى الله عنه
  78. قاض فى العراق ؟ سليمان بن ربيعة الباهلى رضى الله عنه
  79. قدم المدينة بسورة يوسف ؟ رافع بن مالك بن العجلان رضى الله عنه
  80. بعث بصدقة من معدن بنى سليم إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟ الحجاج بن علاط السلمى رضى الله عنه
  81. صلى مع النبي صلي الله على وسلم ؟ على بن أبي طالب رضى الله عنه
  82. تعلم الصلاة من الصحابة ؟ على بن أبي طالب رضى الله عنه
  83. الأنصار إسلاما من الخزرج ؟ 1- أسعد بن زرارة رضى الله عنه 2- عوف بن الحارث رضى الله عنه 3- رافع بن مالك رضى الله عنه 4- قطبة بن عامر رضى الله عنه 5- عقبة بن عامر رضى الله عنه 6- جابر بن عبد الله رضى الله عنه
  84. صلى صلاة الضحى من الصحابة ؟ ذو الزوائد الجهنى رضى الله عنه
  85. هاجر من الرجال ؟ عثمان بن عفان رضى الله عنه
  86. لمن عقد النبي صلي الله عليه وسلم أول راية ؟ عبيدة بن الحارث رضى الله عنه
  87. هاجر إلى الحبشة ؟ حاطب بن عمرو العامرى رضى الله عنه